هّــل الهـــــــلال .. جمعةٌ يسبقها خميس ، وسبت يتبعه أحد ، ثم ينفرط العقد ..
أسبوع يمضي كالبرق الخاطف ، وشهر ينقضي لا تكاد تشعر به من سرعته ..
وسنة من أعمارنا في إثر سنة ..وعام من بعد عام
ما الذي يجري ؟تُرى ما هذا اللهاث السريع ، والسباق المحموم بين عقارب الساعة ؟
هاهو ذا عِقد شعبان قد انفرط .. وعن قريب .. نعم عن قريبٍ فقط .. سيبزغ هلال رمضان ، ليوافي أنفساً مشتاقة ، وقلوباً للُقياه توّاقة ..
ولكن ما أسرع الأيام في تصرمها ، والليالي في تقضيها .. لكأننا ودعناه بالأمس حتى أن ذاكرة أحدنا لتحمل أدق التفاصيل عن رمضان المنصرم ..
ما الذي يحدث ؟ألتفت إلى الخلف قليلاً أعدّ سنوات العمر، وعدد الرمضانات التي مرت في حياتي فأتساءل ..
هل سيكون رمضان هذه السنة رقماً ينضاف إلى سلسلة الأرقام، أم سيقف عنده المسلسل .. وتنتهي القصة؟
الحقُّ أن سير الأيام يُقربنا من شيءٍ ويبعدنا عن شيءٍ آخر،
يقربنا من ساعة النهاية ، ويبعدنا عن ساعة البداية ..
ساعة البداية قد عرفناها ولكن ليت شعري متى تكون ساعة النهاية ؟
إن هذا التأمل البسيط حافز للمرء أن يستعدّ لرمضان حق الاستعداد،
وكيف لا وقد يكون الأخير.. من يدري ؟وهنا فقط تحضرني العبارة الشهيرة لأقوامٍ لم يكن هذا السوأل غائباً عن حياتهم
بل كان حاضراً كأقوى ما يكون الحضور ، ذا أثرٍ وأي أثر ،
حين أثمر عن الجدّ في العبادة ، والدأب في العمل .. حين قيل عنهم :
والله لو قيل لأحدهم تموت غداً ما استطاع أن يستزيد شيئاً من العمل .
تُرى كم هى الأشياء التي أستطيعُ وتستطيعُ أنت أن تزيدها إذا قيل لأحدنا تموت غداً ؟اللهم بلغنا رمضان وارزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي تحب وترضى .. آمين .